تحرص الجمعية منذ نشأتها عام 1980 على تنظيم واقامة المعرض السنوي العام للفنون التشكيلية ليكون شاهداً حيّاً على ما وصلت إليه هذه الفنون في ظل الرعاية المستمرة والتشجيع الدائم الذي تحظى به الثقافة عامة والفن التشكيلي على وجه الخصوص والشاهد فى الأمر أن الأوعية الحاضنة للفنون التشكيلية تبلْورت منذ زمن مبكر في منتصف السبعينيات من القرن المنصرم عندما ازدهت الثقافة والفنون وفاضت بزخم وافر من البرامج التي تنوّعت وتعدّدت حتى أصبحت دولة الإمارات حاضنة وموازية للفنون العربية والعالمية ومع كل هذا الزخم جاء المعرض السنوي للفنون كمنبر و محطة استجلاء واستعادة وتقييم.
ذلك أن المعرض مثّل ويُمثل ذروة اللقاء الحميم بين فناني الدولة، ووسيلة مُثلى للتعبير عن التنوع الأُسلوبي والمفاهيمي ومحطة استرخاء حقيقي لتأمل ما كان، وما ينبغي أن يكون.
لقد أفلحت الحركة التشكيلية الإماراتية في سعيها نحو إحلال الفن في محله القمين به في الحياة المحلية فطوال ثلاثين سنة أو يزيد تحقق للواقع الفني تحوله وتفاعله في بيئات وآفاق ومدارات متجددة وجديدة وفي هذا يطل “المعرض التشكيلي السنوي ” ليس كحالة طارئة بل كتأكيد على أن أهل التشكيل جدوا واجتهدوا فوجدوا حيزهم الروحي و النفسي و الاجتماعي والجمالي الفلسفي.
من هنا جاء المعرض بمثابة العلامة الفارقة التي تؤكد أن الفن حياة لاتُقلد بل تتجدد وتُجدِد وتسعى إلى الوجود المغاير. ويأتي هذا الحرص تماشيا مع دور الجمعية الذي أُسست من أجله ومع حرصها الدائم على تقديم نماذج ترقى بمستوى الذائقة البصرية وتضيف الجديد في قاموس التجارب المحلية سواء عن طريق المشاركات الداخلية أو الخارجية أملاً في أن يظل سعيها الدءوب مستمراً لإيصال رسائل بصرية تهدف لتثقيف الفرد والمجتمع.